أشعر بأنفاسي حُبست طويلاً خلف زجاج المطر
و صدؤها يغزوا أطراف أصابعي كلما تلمستها
ربما كان عليك أن تُسافر
ولكني بالمقابل
بقيت امرأة وحيدة بوجه الزمن الأسود
أضع رأسي على قاعدة فارغة كل يوم
أتأمل ذاتي بعيون مريبة
ولا شيء مهم!!
سوى أني أتناثر بين تيه و آه
و أتذكرني بلحظة شرود
تلك الطفلة التي تجلس على حافة الطريق كل صباحات
و تضع أعداءها تحت رحمة تعبها
و كل شيء ما يزال لديها قيد التدقيق
كذا هي لحظات غيابك
تنهشني الوحدة و تغزوني الذكريات
و يبدو العالم من حولي كبير
من يشتكي ظروفاً
من يتملل ضجراً
من يفرض أسلوبه
من يقف بعيداً و ينتظر من أين يبدأ
فتختبئ أمنياتي عن برد الآهات تخاف الأنين
و نفسي هائمة في هذا الوجود تبحث عنك لتنتشلني من صخب العالم
افهمني
أن بدونك لا حدود لتكويني
و أني لا احتاج وقتاً لأعبر مسافات الحب وصولاً إليك
ولكني أحتاجك تأخذني إليك حيث أنت
بعيداً عن الضوضاء لتعيد هدوء روحي
أحتاجك لأبحث جنبك عن أمان يمنع الأسى عني
و يرتب فوضى مشاعري
فسفرك بعيداً عني
يكتب على النبض شروداً مغتصباً لراحة البال
أحتاجك عندما يتحول قلبي شظايا
تأتي تلملم الشظايا هذه
و تعطيني فرصة لأوازن بين السقوط و الحقيقة
لا شيء سيسعدني
سوى لحظة تجيء اليّ لنهيم فوق حلم وردي يضمني إليك
و أتلاشى بين يديك كزبد البحر
و أتسلل عبر مسامات جسدك كعطر الزهر
سأنتظرك لتعبر هذا الحاجز من جسد الروح
و تدنو لآخر حد
لتقتله إشتياقي اليك