سوبعات قبل الرحيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربما نفقد أناساً كانوا معنا واستئنسنا بوجودهم بيننا..
نفرح لفرحهم..
ونحزن لحزنهم..
هكذا هي حال الدنيا..

بالأمس القريب كنت كالعادة أتجاذب الحديث مع جدتي( رحمة الله عليها )، ولربما آخر لقاء جمعني بها قبل يومين تماماً..
كانت تحكيلي كالعادة القصص الجميلة والمفيدة والتي كانت تتصف بالعبر..

واليوم..

اااه ما أسرع القدر..
خطفها بلمحة البصر..
رغم أنها قبل سويعات قليلة من الفجر كانت تتجاذب معنا أطراف الحديث..

رحمة الله عليكِ يا جدتي الحبيبة..وأسكنكِ فسيح جناته..

هنا أضع رثاء ربما كانت حروفه خجلى..
فالمرثية هنا لا تكفيها تلك الكلمات..
ولا تصوغ مشاعري العبارات..

فدعوة لكل من يمر هنا أن يترحم عليها، ويدعو لها بالمغفرة والرحمة..



ناظرت وحدي علني ألقاها
وغدوت أرتقب اللقا بسناها

أواه إني قد تعبت ومقلتي
رفضت سكونا..والفؤاد يراها

بالأمس عند فراشها متونساً
وكلامها عبق بطيب رضاها

كانت تجر مع الحديث طرائفاً
حدثت لها مذ أن خطت بخطاها

كانت تقول ( أيا بني كأننا)
في هذه الدنيا نخوض رباها

فترق ساعات وتقبل تارة
تلقي علينا لؤمها وعداها

لكنني وبفضل ربك ها انا
نثرت لساني والرضى يغشاها

ولعلني أحكي بقية قصتي
عند السحور..هو النعاس أتاها

قبلتها في الرأس آخر قبلة
لم تدرك الشفتان في شكواها

حتى إذا دخل السحور بوقته
أسرعت مشتاقاً رؤى عيناها

فسقيتها ومضى اللقاء بسرعة
ودعوت ربي الخير اذ اعطاها

مر اللقاء كغيره متبشراً
بهوى النهار..ولا استوى لولاها

لكنني بعد الصلاة تحطمت
شفتي..فقد لقت مثواها

أواه يا أمي الحنون تركتني
في هذه الدنيا.. معي بلواها

قومي فديتك أكملي بحديثنا
أنس الطفولة..وضحي معناها

قومي فديتك..فالطيور تزاحمت
حول المكان..فوجهكِ أغراها

قومي الي فقد أنست بطلة
مثلت أمامي..لا ولن أنساها

ستظل ذكراكِ الجميلة داخلي
رغم الفجيعة أعجزت مسعاها

فالله يرسل رحمة ومودة
ومن النعيم وخيره يعطيها